و هبطت الطائرة فى مطار المدينة المنورة

اول زيارة للمدينة
كتب الله لى ان اؤدى فريضة الحج عام 2007 بعد انتظار دام اكثر من عشرون عاما,وتلك قصة اخرى سأحكيها لكم فيما بعد..اما موضوعنا اليوم فهو عن انطباعاتى عن المدينة المنورة عندما وطأتها قدماى لاول مرة فجر الاحد الموافق اول ديسيمبر2007 .

اقلعت طائرة الايرباص المصرية من مطار برج العرب حوالى العاشرة مساءا بعد تاخير اكثر من ساعتين كعادة الشركة ولكن ذلك لم يكن له تأثير على ولم يضايقنى, لاننى كنت مشغولا بشيىء اخر الا وهو اننى ساصل الى المدينة المنورة هذة الليلة حيث اذا وصلت الطائرة بسلام فساصلى فى مسجد رسول الله وسأقف امام قبره القى عليه السلام وابلغه السلام من كل من وصانى,

اتخذ الجميع مقاعدهم وربطنا الاحذمة وتلقينا التعليمات الخاصة بالنجاة عند حدوث كارثة لا قدر الله..واغلقنا معظمنا اجهزة المحمول وبدأت الطائرةفى التحرك على ارض المطار ببطىء وهدأ الضجيج الذى يحدثه بعض الركاب قليلا الا من البعض الذى كانت تتعالى ضحكاتهم ولا ادرى اى شيىء يضحكهم فى هذا الوقت الذى سنكون فيه بين السماء والارض..وبدأت سرعة الطائرة تزداد رويدا رويدا فحبست انفاسى واخذت فى قراءة القران وتمنيت من الله ان تقلع الطائرة بسلام وان اغمض عينى وافتحها فاجد نفسى فى المدينة المنورة..واقسم لكم اننى كنت اخشى على حياتى هذا اليوم بالذات وتمنيت من الله الا تسقط الطائرة الا بعد ان نفرغ من اداء المناسك ان كان لابد من سقوطها لاقدر الله...وبدأصوت محركات الطائرة يعلو ويعلو والسرعة تزداد وتزداد..ودقات قلبى ترتفع حتى تخيلت ان الجميع يسمعها..وفجأة ومرة واحدة قامت الطائرة من على الارض وكاد قلبى ينخلع والطائرة تترك الارض وتتطير الى اعلى حتى استوت فى الفضاء واتزنت فى مسارها...وفككنا الاحذمة واخذ الجميع يتحدثون باصوات عالية ويضحكون ويتصايحون وكأنهم ضمنوا الوصول الى المدينة والرحلة ماذالت فى بدايتها وامامنا حواى ساعتين.

كنت اتمنى لو كان مقعدى بجانب النافذة حتى ارى المدينة المنورة من الطائرة قبل ان تطؤها قدماى ولكن لفت انتباهى وجود لوحة الكترونية امام مقعدى توضح خط سير الطائرة على الخريطة لحظة بلحظة...ومر الوقت قليلا وبدا توزيع الوجبات فانشغل الجميع بالطعام والوقت يجرى..واتطلع الى اللوحة الاليكترونية فاذا بالطائرةتقترب من المدينة,وكلما زاد اقترابها تزداد دقات القلب وكانها امواج هادرة صاخبة او كدوى قنابل شديدة الانفجار..حتى رأيت صورة الطائرة على اللوحة وهى على حدود المدينة ويعلن طاقم الطائرة بضرورة ربط احذمة الامان لاننا تستعد للهبوط فى مطار المدينة المنورة على ساكنها السلام..دقات القلب تزداد وتزداد ولسان حالى يقول :يارب نوصل بالسلامة لارض الحبيب المصطفى ونسلم عليه قبل ان يدركنا الموت..يارب..يارب...

واستجاب الله لدعاؤنا وبدات الطائرة تنزل تدريجيا واخذ البعض يصيح وهو يشير الى نافذة الطائرة...المدينة..المدينة اهيية ياجماعة..الله اكبر..الله اكبر..فانخلعت قلوبنا جميعا ونحن نلاحظ انوار المديتة من النافذة من اماكننا...واخذت الطائرة تنزل اكثر واكثر حتى لامست الطائرة الارض ووجدنا جميعا انفسنا نهتف من قلوبنا...الله اكبر..الله اكبر..

واخذت واخذ غيرى يحمد الله على سلامة الوصول ونحن نصلى ونسلم على اشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم وانهينا اجراءت الوصول وتم تحميل امتعتنا واخذت الباصات طريقها الى فندق جوهرة العاصمة واستلمنا غرفنا ووضعنا متاعنا, ورغم ان الساعة كانت حوالى الواحدة والنصف صباحا وكنا فى حالة اجهاد الا اننا فضلنا ان نتجه الى المسجد النبوى.. ومن منا يستطيع النوم دون ان نصلى فى الحرم النبوى ونسلم على رسول الله.
واتجهنا الى المسجد النبوى ولم نكن فى احتياج ان يدلنا عليه احد فقد كانت انواره ساطعة مشرقة ..دخلت المسجد من باب السلام وكان مكتظا عن اخره..واخترقنا الصفوف بصعوبة حتى وصلنا الروضة الشريفة ووقفت على قدمى ساعة حتىنادى المؤذن لصلاة الفجر فانفرج لى مكان فصليت وحمدت الله على هذا الفضل الذى لم اكن اتوقعه.

ثم اخدنا طريقنا فى صف طويل يمر امام المقصورة النبويةللسلام على رسول الله..زحام شديد والطابور يسير ببطىء حتى اقتربنا من المقصورة النبوية ووقع بصرى على المقصورة واصبحت قبالة رسول الله ولم اصدق نفسى اننى فى هذا الموقف..وضاع منى كل الكلام الذى كنت انوى ان اقوله لرسول الله وعجز لسانى عن النطق وانتفض جسدى ولم ياخذنى من موقفى هذا الا دفع الجموع المحتشدة خلفى تدفعنى للامام فقلت بسرعة السلام عليك ورحمة الله وبركاته يارسول الله السلام عليك من كل من بلغنى السلام عليك...اشهد الا اله الا الله وانك رسول الله

سلمت على الرسول ولم يخطر ببالى انه ميت بل سلمت عليه وكانه يسمعنى وكان جسده الشريف مازال دافئا..عليك الصلاة والسلام يارسول الله...لقد رايتك فى منامى عدة مرات وهانذا اراك ثانيا بكل جوارحى .والمسافة بينى وبينك لاتتعدى بلغة الاطوال سوى مترين او اكثر قليلا..وبلغة الواقع انت فى روحى ودمى ودم جميع من يحبك..
....وللاسف دفعنى الزحام خارجا ووجدت نفسى مرغما خارج المسجد النبوى ..فاتجهت الى فندقى ونمت ولم اصحو الا على اصوات رفاقى يوقظونى استعدادا لصلاة الظهر فى الحرم النبوى..وبدأت رحلة جديدة فى ارض المدينة ساخكيها لكم لاحقا..



...