big boss man
رسائلى : 1601 بلدى : ماذا تريد من المنتدى : - كى تنشر الدين
- للأفضلية فقط
- كى تشارك فى المنتدى
- كى تزيد عدد الأعضاء
- كى أنك تحب المنتدى
مزاجى : الجنس : سمعتى : 21 تاريخ التسجيل : 29/03/2009 العمر : 28 وسامى :
| موضوع: السقاة فى مكة المكرمة قديما الأربعاء أغسطس 12, 2009 11:27 am | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كانت مكة المكرمة حرسها الله في السابق تعاني من نقص في الماء وكانت تجلب المياه من الابار وكانت ما تسمى بعين زبيدة مصدرا من مصادر المياه في مكة وكان الماء يصل الى البيوت عن طريق السقاية وكان للسقاية شيخ يقوم بتوزيعهم ويقوم على شئونهم ويؤدبهم اذا اقتضى الامر وكان السقاة ياخذون الماء من البازانات الموزعة في حارات مكة وهي كثيرة منها بازان الحلقة ..الموجود بحارة النقا .. بازان المدعى - بازان في شعب عامر - بازان في أجياد . - بازان في جرول .-و في المسفلة.- وفي الشبيكة و سوق اليل - و في القشاشية - و في الشامية - و في الجودرية و كان يسمى " بازان التمارة " وكان السقاة يحملون المياه سابقا بواسطة القرب ولهم ترتيب ونظام خاص ، ويعاقبون على عدم اداء الواجب كما يلزم ، وكان السقا في الغالب مأمون يحترم النظم بالنسبة لاصحاب البيوت ومنها انه لا يحق للسقا ان يدخل الى البيت اذا رفضت السيدة او قالت انها بمفردها ولا يوجد احد سواها ، وان يدق الباب واذا لم يسمح له بالدخول فعليه الا يدخل ، وان لا يفشي اسرار البيوت ، وان يستر ما يواجه ،واذا طلبت منه السيده اخذ (لوح العيش) الى الفرن يلبي واذا رفض يحاسب على ذلك ، واذا طلبت منه شراء بعض المستلزمات ورفض يحاسب ايضا ويعاقب ، واذا نظر اليها نظرة غير صحيحة فانه يعاقب وعندهم نظام يسمى (البداية) وهو عبارة عن اجتماع للسقاية الذين يعملون في حرفة (القربة) والذين يعملون في حرفة (التنكة ) ويتم تانيب السقا المخطئ وتعنيفة امام زملائه في المهنة وقد كان السقا يوزع على كل بيت ما يعادل عشرة تنك في ثلاث ايام يملاء الحنفيات والبراميل ويصرف الماء بترشيد دون هدر او اسراف كما هو الان . وكان دوامهم يبدء من الاذان الاول وحتى قبل المغرب بساعة وكان السقاة ياكلون خمس وجبات في اليوم لما يبذلون من مجهود وقد اخبرني بعضهم انه كان يعلق في صدره ما يشبه المخلاة مملوء بالتمر وياكل في اليوم ما يقارب خمس كيلو وللسقاية أنظمة دقيقة لا يستطيع السقا مخالفتها، وعندما يحدث خلاف بين السقا وأحد عملائه بسبب التأخير في إحضار الماء أو زيادة الثمن لا سيما في المواسم يقوم شيخ السقاية بمحاكمة السقا وفرض العقوبة اللازمة عليه، وهي التي تتراوح بين الضرب أو التوقيف عن العمل والفصل في حالة التكرار، والتي يقوم بتنفيذها شيخ السقاية أو نقيبة بحضور جمع من "السقايين" وهو الأمر الذي كان مقبولا حينها وقد اورد اديب مكة احمد السباعي قصة السقا ابو ريحان فيقول كنا نشهده ونحن مصعدون في ضحوة النهار المبكر الى مدرستنا (الراقية) على كتف جبل هندي نشهده في اغلب ايامنا منحنيا تحت قربته (الشعاري) الكبيرة ينقل خطاه في تثاقل تحت وطأتها متوكا على عصاه القصيرة كانها رجل ثالثه وربما بلغ منتصف الدحديرة الصاعدة الى جبل هندي قبلنا فيقف الى دكة هناك هياها السقاة لراحتهم وهي على ارتفاع خاص يسامت ظهورهم اذا وقفوا اليها وكان الصغار يعبثون بقربة هذا السقا ابو ريحان ويثقبون قربته لترش الشارع وكان يستقي من بازان الشامية ثم يقمون بالاعتذار له وكانت نفسه طيبة فيسامحهم ومن طرائف العلماء ان امام المسجد وكان من علماء المسجد الحرام وكان مسجده بجوار البازان ويصلي فيه كثير من السقاية فيقومون بعد الصلاة مباشرة للحاق باعمالهم وكان الشيخ يقول التسبيح ثلاث وثلاثين وللسقاية عشرة عشرة نصحا ومداعبة الآن وقد اصبح الماء يصل الينا بكل يسر وسهوله فقدانتهى السقا وايامه وتبدل الحال بما اراح الناس بتوفر الماء واصبح في متناول الجميع وهذه نعمة من النعم الكثيرة التي تستحق الشكر
| |
|